المبادئ العامة لنظرية الدور:

 المبادئ العامة لنظرية الدور:

المبادئ العامة لنظرية الدور:


تستند نظرية الدور على عدد من المبادئ العامة التي اهمها ما يلي (الحسن، ٢٠١٥: ١٥٩):
- يتحلل البناء الاجتماعي إلى عدد من المؤسسات الاجتماعية وتتحلل المؤسسة الاجتماعية الواحدة إلى عدد من الادوار الاجتماعية.
 
- ينطوي على الدور الاجتماعي الواحد مجموعة واجبات يؤديها الفرد بناءً على مؤهلاته وخبراته وتجاربه وثقة المجتمع به وكفاءته وشخصيته..
 
- يشغل الفرد الواحد في المجتمع عدة أدوار اجتماعية وظيفية في آن واحد ولا يشغل دوراً واحداً. وهذه الادوار هي التي تحدد منزلته أو مكانته الاجتماعية . ومنزلته هي التي تحدد قوته الاجتماعية وطبقته .
- لا يمكن اشغال الفرد للدور الاجتماعي واداؤه بصورة جيدة وفاعلة دون التدرُب عليه، علماً بأن التدريب على القيام بالأدوار الاجتماعية يكون خلال عملية التنشئة الاجتماعية .
 تكون الادوار الاجتماعية متكاملة في المؤسسة عندما تؤدي المؤسسة مهامها بصورة جيدة، بحيث لا يكون هناك تناقض بين الأدوار .
- تكون الادوار الاجتماعية متصارعة او متناقضة عندما لا تؤدي المؤسسة ادوارها بصورة جيدة، كما ان تناقض الأدوار الوظيفية التي يشغلها الفرد يشير إلى عدم قدرة المؤسسات التي يشغل فيها الفرد ادواره على إدارة مهامها بصورة إيجابية وجيدة.  
- عند تفاعل دور مع ادوار اخرى فأن كل دور يقيم الدور الآخر ، وعندما يصل تقييم الآخرين لذات الفرد فان التقييم يؤثر في تقييم الفرد لذاته. وذلك يساهم في فاعلية الدور ومضاعفة نشاطه.
 عن طريق الدور يتصل الفرد بالمجتمع ويتصل المجتمع بالفرد ، وهذا الاتصال قد يكون رسمياً أو غير رسمي .كما ان الدور هو حلقة الوصل بين الشخصية  او الافراد والبناء الاجتماعي . 

الانتقادات التي وُجهت لنظرية الدور:

        تعرضت نظرية الدور للنقد عبر فترة تزيد على حقبتين من الزمن، وتمثلت هذه الانتقادات في المحاور التالية (Turner, 1962: 66):

 اول هذه المحاور النقدية  هو الذي يشير إلى أن نظرية الدور تعرض رؤية بنائية للعالم الاجتماعي مبالغ فيها مع تأكيد على المعايير ، الأوضاع والمراكز ، التوقعات المعيارية المشروعة.

 أما المحور النقدي الثاني يؤكد على ميل نظرية الدور للتركيز على قدر غير عادي من البحث والجهود المبذولة لبناء نظرية حول الواجبات الاجتماعية غير العادية مثل ، الصراع و توتر الدور ، مع تجاهل العمليات العادية للتفاعل البشري .

اما المحور النقدي الثالث يشير الى أن نظرية الدور ليست نظرية، وانما هي تمثل سلسلة من القضايا غير المترابطة وغير المتواصلة مع بعضها.

وبالنسبة للمحور النقدي الرابع فيؤكد على أن نظرية الدور ليست مفيدة بدرجة الالحاح في طلبها.

ان مفهوم الدور لم يتحدد بصورة واضحة، كما واغفلت تركيب الشخصية وخصائها في تأدية الدور.

تاريخ النظرية وتطورها:

يعتبر  الفيلسوف الاجتماعي جورج هربرت ميد في كتابه العقل والذات والمجتمع (George Herbert Mead, 1934)، وعالم الأنثروبولوجيا رالف لينتون "Ralph Linton" في مؤلفاته دراسة الإنسان، والدور والمكانة (Study of Man, 1936) و (Role and Status, 1936) وعالم النفس جاكوب مورينو  1934،  يعتبرون من مؤسسي نظرية الدور، وان كان كل منهم يعمل بشكل مستقل عن الأخر ، ويذكر دانيال دي مارتن وجانيل إل ويلسون  Daniel D. Martin and Janelle L. Wilson (2005: 651)، أن نظرية الدور المعاصرة في علم الاجتماع ماهي إلا نتيجة لتقليد نظريتين بارزتين في علم النفس الاجتماعي وهما، نظرية الدور الوظيفي ونظرية الدور التفاعلي الرمزي (Beres, 2011, p:2).

ويشير بيدل (Biddle, 1986: 4) أنه بدأ النهج الوظيفي لنظرية الدور مع عمل لينتون (1936) Linton ولكن لم يتم إضفاء الطابع الرسمي عليه حتى منشورات بارسونز (1951) Parsons، وبشكل عام ركزت نظرية الدور الوظيفي على السلوكيات المميزة للأشخاص الذين يشغلون مناصب اجتماعية داخل نظام اجتماعي مستقر، حيث يُنظر إلى "الأدوار" على أنها التوقعات المعيارية المشتركة التي تصف وتشرح هذه السلوكيات.

وفيما يتعلق بنظرية الدور التفاعلي الرمزي يضيف بيدل انه بدأ بهذا المفهوم مع العالم ميد Mead (1934) حيث أكد على أدوار الفاعلين الفرديين، وتطور الأدوار من خلال التفاعل الاجتماعي، والمفاهيم المعرفية المختلفة التي من خلالها يفهم الفاعلون الاجتماعيون ويفسرون سلوكهم وسلوك الآخرين، على الرغم من أن العديد من خبراء التفاعل الرمزي يناقشون مفهوم القاعدة ويفترضون أن الأعراف المشتركة مرتبطة بالمواقف الاجتماعية، إلا أنه يقال إن المعايير توفر مجموعة من الضرورات العامة التي يمكن من خلالها تحديد تفاصيل الأدوار، والمواقف والمطالب السياقية والتفاوض والتعريف المتطور للوضع كما يفهمه الفاعلون .

جذورها:

وتعود جذور كلمة الدور إلى اللفظ الفرنسي ROLL الذي يعني لفافة الورق التي كان الممثل المسرحي يقرأ منها دوره، وقد وردت كلمة الدور ROLLE أيضا عند نتشه في كتابه المعنون ب " العلم البهيج"بمعنى الأداء المسرحي، كما ظهر مفهوم الدور في العلوم الاجتماعية لأوّل مرة سنة1926 ، حينما أشار بارك (Parck) في دراسة له بعنوانما وراء القناع "إلى أنّ كل فرد يضطلع بشكل واع ودائم  وفي كل مكان بدوره، وأنه في هذه الأدوار نعرف أنفسنا ونعرف بعضنا البعض أيضا (زلاقي، 2018).

وقد تبنّى لينتون Lington هذا المفهوم في علم الأنثروبولوجيا سنة1945 ، حينما أشار إلى أنّ مفهوم الدور يشير إلى وحدات ثقافية تتسم بالاتساق في المجتمع، وقد عرّفه بأنه الجانب الدينامي لمركز الفرد أو وضعه أو مكانته في الجماعة.

المنادون بها:

أوضح الحسن (2015، 159) أن علماء الاجتماع الذين يعتقدون بنظرية الدور هم ماكس فيبر الذي تناولها بالدراسة والتحليل في كتابه الموسوم "نظرية التنظيم الاجتماعي والاقتصادي"، وهانز كيرث وسي رايت ملز في كتابهما الموسوم "الطباع والبناء الاجتماعي "وتالكوت بارسونز في كتابه الموسوم "النسق الاجتماعي"، وأخيراً روبرت ماكيفر في كتابه الموسوم" المجتمع.


تعليقات

المشاركات الشائعة

مقارنة بين المواثيق الأخلاقية للأخصائيين الاجتماعية الميثاق الاخلاقي الامريكي والميثاق الاخلاقي البحريني

تجارب دولية في التقويم التربوي

منهج المسح الاجتماعي Social Survey Method:

المنهج التاريخي Historical Method

ممارسة العمل الاجتماعي المباشر

الخدمة الاجتماعية الاكلينيكية (الخطأ المهني - الوقت - اسلوب الحياة - التغيير والمقاومة - التعاقد والإنهاء)

منهج دراسة الحالة:Case Study Method