منهج تحليل المضمون Content Analysis

 


إذا كانت المناهج السابقة من مسح اجتماعي ودراسة حالة ومنهج تجريبي، ترتبط بدراسة أراء الإنسان بشكل مباشر من خلال سؤاله ومقابلته كونه يملك المعلومات، فان تحليل المضمون هو اتصال غير مباشر بالأفراد من خلال الاكتفاء بالرجوع إلى الوثائق والسجلات والمقابلات التلفزيونية والصحفية المرتبطة بموضوع الدراسة،  فالباحث بعد اختيار الوثائق والسجلات المناسبة يقوم بتحليلها مستندا إلى البيانات الصريحة الواضحة المذكورة فيها، ويستند هذا الأسلوب إلى القناعة التي تقول بأن اتجاهات الجماعات والأفراد تظهر بوضوح في كتاباتها وآدابها ومقابلاتها الصحفية وفنونها. ويتعين على الباحث التأكد من صدق تمثيل الوثيقة أو السجلات المستخدمة في التحليل سواء كان من حيث أهميتها أو أصالتها أو موضوعيتها (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1984، ص 211).

ويعد تحليل المضمون أسلوبا أو أداة يستخدمها الباحث ضمن أساليب وأدوات أخرى، في إطار منهج متكامل، للوقوف على محتوى المادة الإعلامية، أو دراسة ثقافة مجتمع، أو إجراء دراسة تحليلية لعملية التفاعل الاجتماعي، ويستخدم تحليل المضمون في الأبحاث والدراسات الاجتماعية التي يصعب مقابلة وحداتها نظراً لوفاتها أو غيابها أو بعدها الجغرافي أو ارتفاع مكانتها الاجتماعية والسياسية، بغية تحليل المادة، لذا يضطر الباحث الاجتماعي في مثل هذه الحالات إلى استخدام الوثائق، والسجلات والمستندات، والمذكرات، والمقالات والصحف وغيرها من أجل التوصل إلى الحقائق والبيانات عن الموضوع المزمع إجراؤه (اسماعيل، 1991، ص83).

ويعرف تحليل المضمون بأنه " طريقة أو أسلوب في البحث الاجتماعي يهدف إلى الوصف الموضوعي والقياس الكمي للمحتوى العام للظاهرة الذي قد يكون كلمة أو رموزاً أو مجموعة من الصور والخطابات أو الصحف..إلخ وغيرها من الوثائق الرسمية والشخصية، ويستخدم تحليل المضمون في مجالات عدة أهمها مجال الصحافة، والأدب والاتصال، مجال التغيير الاجتماعي، مجال الدراسات النفسية، مجال الدراسات العلاجية، مجال الثقافة والمجتمع(عاشور، 2017، ص200).

ويُعرف تحليل المضمون بأنه " طريقة أو أسلوب في البحث الاجتماعي يهدف إلى الوصف الموضوعي والقياس الكمي للمحتوى العام للظاهرة الذي قد يكون كلمة أو رموزاً أو مجموعة من الصور والخطابات أو الصحف..إلخ وغيرها من الوثائق الرسمية والشخصية، ويستخدم تحليل المضمون في مجالات عدة أهمها مجال الصحافة، والأدب والاتصال، مجال التغيير الاجتماعي، مجال الدراسات النفسية، مجال الدراسات العلاجية، مجال الثقافة والمجتمع(عاشور، 2017، ص200)، ويعرف برنارد بيرلسون Bernard Berelson تحليل المضمون أنه" أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف إلى الوصف الموضوعي المنظم والكمي للمحتوى الظاهر لمضمون الاتصال".كما يعد أولي هولستي OleHolsti تحليل المضمون " وسيلة للقيام باستنتاجات عن طريق التحديد المنظم والموضوعي لسمات معينة في الرسائل الاتصالية، "ويتضح من هذه التعاريف أنها تجعل من تحليل المضمون وسيلة من وسائل جمع البيانات التي تستخدمها مختلف العلوم الاجتماعية مثله مثل الاستبانة، والمقابلة، والملاحظة، غير أن تحليل المضمون - باعتباره يركز على الرسالة الاتصالية- يستخدم الطريقة نفسها في الإجابة عن الأسئلة المعروفة المتعلقة بالعناصر الأخرى لعملية الاتصال والتي حددها هارولد لاسويل Harold Lasswell وهي:)من يقول ماذا، إلى من، كيف وما هو الأثر؟(، ومعنى ذلك أن الباحث يقوم بتحليل الرسالات لاختبار الفروض عن:أ- خصائص الرسالة، ب-المقدمات او لظروف المسبقة للرسالة. ج-الأثر المتوقع للرسالة؛ أي يمكن اعتباره منهجا لاختبار الفروض، وليس مجرد أداة لتجميع البيانات (عمار، 2019، ص153) ويتضح من تعريف بيرلسون أن هناك عدة عناصر لتحليل المضمون ومن أهمها: الموضوعية وعدم والتحيز  من قبل الباحث، بالإضافة إلى التنظيم وفق قواعد البحث العلمي، كما يُعد الاختيار العشوائي والالتزام بمستوى وحدة التحليل المناسبة من العناصر المهمة في تحلي المضمون للوصول إلى تعميمات علمة وسليم،  واستخدام لغة الأرقام، وأن يكون التحليل محصوراً في إطار النص محل الاهتمام والدراسة.

خطوات منهج تحليل المضمون :

منهج تحليل المضمون مثل بقية مناهج البحث له خطوات يتبعها الباحث للوصول الى النتائج النهائية بداً بتحديد مشكلة البحث أو موضوعه، مروراً بصياغة الفروض وتحديد المجتمع واختيار العينة، ثم إجراء اختبارات الصدق والثبات، فتحليل المضمون واستخراج النتائج.

وحدات وفئات تحليل المضمون:

وحدة تحليل المضمون هي أصغر قسم، أو أصغر جزء او قطاع من المحتوى المراد تحليله، وتسمى وحدات الترميز والعملية بالتكويد (Coding)، وهناك وحدات ترميز نموذجية متعددة كالكلمة، أو الموضوع العام، او الفقرة، أو الزمن، أو الشخصية، وتعتبر الكلمات أسهل وحدات الترميز التي يمكن العمل بها، ويعتمد الوصف الكمي لمضمون الاتصال على تقسيم المضمون إلى وحدات أو فئات، أو عناصر معينة وحساب التكرار الخاص بها، فوحدة الكلمة تمثل أصغر وحدة تستخدم في تحليل المضمون، وقد تعبر عن رمز أو كلمة أو جملة،  وهناك أيضاً وحدة الموضوع  وهو الفكرة التي يدور حولها موضوع التحليل، وقد تشمل القيم أو الأسلوب المتبع في الفكرة، ووحدة الشخصية والمفردة والمساحة والزمن.

كيفية استخدام تحليل المضمون

طريقة تحليل المضمون-مثلها في ذلك مثل كل الطرق التي يستخدمها علماء الاجتماع-ما هي إلا تجريد للأساليب التي يستخدمها الأفراد العاديون في وصف وتفسير الظواهر الاجتماعية والتغيرات التي تحدث في العالم الاجتماعي، وبنفس الطريقة يدرس الباحث في علم الاجتماع وسائل الاتصال الجماهيري (وغيرها من الرموز) في محاولة لوصف مضمون هذه الوسائل، ويكون خلال هذه الدراسة بعض الافتراضات عن التغير الذي يطرأ على هذا المضمون عبر الوقت والتأثير الذي يمكن أن تمارسه المادة المقدمة على الجمهور الذي يتلقاها (الجوهري والخريجي، 2008، ص192).

مزايا هذه الطريقة وعيوبها

كما أوضحنا سابقًا فإن معظم ما نحصل عليه من بيانات عن طريق تحليل المضمون لا يتم الحصول عليه من خلال التفاعل المباشر مع الآخرين، ولكن من خلال الكتب، والصحف، والمنتجات الرمزية الأخرى للإنسان. وأحد المزايا الهامة لتحليل المضمون تنحصر فى أن الباحث يستطيع أن ينقب فى الوثائق والسجلات الماضية من أجل أن يستشعر الحياة الاجتماعية فى فترة مبكرة من الزمن. وهو يستطيع أيضًا أن يدرس الأحداث الحاضرة دون التقيد بالزمان والمكان، ومن مزايا تحليل المضمون أيضًا أنه يعد أسلوبًا للقياس لا يعطى إحساسًا بالتطفل والفضولية. فالباحث يستطيع أن يلاحظ دون أن يلاحظه أحد، فوسائل الاتصال الجماهيرى مثلاً لا تتأثر بوجود الباحث، فالمعلومات التي لا يمكن الحصول عليها من خلال الملاحظة المباشرة أو عن طريق المقابلة يمكن الحصول عليها عن طريق المادة الاتصالية، دون أن يعي منتج هذه المادة بأنها تخضع للدراسة. وأخيرًا فإنه مادامت المادة متاحة دائمًا أمام الباحث (وفيما عدا برامج التليفزيون والأفلام السينمائية، والمادة الإعلامية التي لا تعاد) فإن هناك إمكانية لإعادة الدراسة من خلال باحثين آخرين، ولكن مع ذلك هناك بعض العيوب التي تشوب هذه الطريقة أهمها على الإطلاق الطبيعة المحدودة لهذه الطريقة. فإذا كنا نهتم بدراسة الماضي، فإننا لا ندرس إلا الوثائق التي وصلت إلى أيدينا أو التي كانت من الأهمية بحيث اهتم القدماء بتسجيلها. معنى ذلك أن هناك بعض الوثائق التي لم تصل إلى أيدينا وأن هناك بعض الأحداث الهامة التي لم يتم تسجيلها. فمادام لكل جيل من الأجيال منظور خاص به، فإن ما يعتبر هامًا بالنسبة للجيل الحالي قد لا يوجد في الماضي. كما أن هناك احتمال أن تكون المادة التي تقدمها وسائل الاتصال الجماهيرى ذات طبيعة مثالية، من حيث أن أساليب الاتصال تعكس النماذج المثالية الثقافية دون الأنشطة الواقعية. ولكي يتخلص الباحث من هذا العيب يجب أن يقارن تحليله لأساليب الاتصال بتحليل مقابل للخطابات واليوميات الخاصة بالفترة التي يدرسها، هذا إذا كانت هذه الأشياء متاحة، وذلك بناء على الافتراض الذي مؤداه أن الوثائق الشخصية أكثر قدرة على التعبير عن حياة الجماعة (الجوهري والخريجي، 2008، ص192).


تعليقات

المشاركات الشائعة

مقارنة بين المواثيق الأخلاقية للأخصائيين الاجتماعية الميثاق الاخلاقي الامريكي والميثاق الاخلاقي البحريني

المنهج التاريخي Historical Method

تجارب دولية في التقويم التربوي

الخدمة الاجتماعية الاكلينيكية (الخطأ المهني - الوقت - اسلوب الحياة - التغيير والمقاومة - التعاقد والإنهاء)

منهج المسح الاجتماعي Social Survey Method:

منهج دراسة الحالة:Case Study Method

المنهج التجريبي Experimental method: