المنهج التجريبي Experimental method:

 


يعتبر المنهج التجريبي من أقدم المناهج التي تخضع للسيطرة والتحكم عند محاولة إظهار تأثير تطبيق أحد البرامج الاجتماعية في تحقيق أهدافه خاصة في حالة إمكانية تثبيت العوامل المؤثرة والتحكم في تكوين المجموعات الضابطة والمجموعات التجريبية التي سيطبق عليها البرامج (أبو المعاطي، 2014، ص195).

ويعرف المنهج التجريبي بأنه  " تغيير عمدى مضبوط للشروط المحددة لحدث ما مع ملاحظة التغييرات الواقعة في ذات الحدث وتفسيرها" (ملحم، ص360) واتفق كلٍ من (علاوى، و راتب،1999 ، ص217) على أن المنهج التجريبي هو " الملاحظة الموضوعية لظاهرة معينة تحدث في موقف يتميز بالضبط المحكم ويتضمن متغيراً أو أكثر متنوعاً بينما تثبت المتغيرات العوامل الأخرى." أما (سهير بدير، 1989) فترى إن المنهج التجريبي " هو المنهج الذي يعالج ويتحكم في متغير مستقل ليشاهد تأثيره على متغير تابع وملاحظة التغييرات الناتجة وتفسيرها."

ومن المستلزمات الأساسية للمنهج التجريبي )الظاهرة موضوع الدراسة- المشكلة - العامل التجريبي المستقلّ: الذي يستخدم كمؤثّر في العامل التابع- العامل التابع المؤثر فيه التابع للعامل المستقل التجريبي-  الفرضية: أي النتيجة المفترضة من استخدام العامل التجريبي المستقل والعوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثّر في العامل التابع إلى جانب العامل المستقل - عينات الدراسة أي محلّ الظاهرة - أصحاب الظاهرة - زمن ومكان التجربة) (زنقوفي، 2019، 18-19).

وبصفة عامّة تتمثّل المستلزمات الأساسية للبحث التجريبي في استخدام أسلوب التجربة وضبط إجراءاتها لإثبات الفروض وباستخدام العامل التجريبي مع ضبط تأثير العوامل الأخرى.    

أما الأسس التي يستند اليها المنهج التجريبي تتمثل فيما يلي:

                   1.            يعتبر المنهج التجريبي من أدقّ المناهج وأكثرها وضوحً ا في بحوث العلوم الطبيعية، وتكمن أهميته في كونه لا يقتصر على مجرّد وصف الظواهر التي تتناولها الدراسة كما يحدث عادة في البحوث الوصفية، ولا يقتصر على مجرّد التأريخ لواقعة معيّنة من الماضي، وانما يدرس متغيّرات الظواهر ويتحكّم فيها للوصول إلى العلاقات السببيّة بين هذه المتغيّرات والمتغيّرات الثابتة في الظاهرة المدروسة.

                   2.            ويقوم هذا المنهج على أساس منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة والفرضية والتجربة الدقيقة المضبوطة، وهذا ما يميّزه خاصّة عن المنهج الوصفي في كيفية ضبط المتغيّرات، لذلك فإنّ البحث التجريبي يرتبط بفكرة قانون المتغيّر الواحد، حيث يتضمّن محاولة ضبط كلّ العوامل الأساسية المؤثّرة في المتغيّر أو المتغيّرات التابعة في التجربة، لأنّ البحث التجريبي هو ذلك النوع من البحوث الذي يستخدم التجربة في اختيار فرض معيّن يقرر العلاقة بين عاملين أو متغيّرين عن طريق الدراسة للمواقف المتقابلة التي تضبط كلّ المتغيّرات، ما عدا المتغيّر الذي يهتمّ الباحث بدراسة تأثيره(زنقوفي، 2019، ص19 – 20).

وعليه نستنتج أن البحث التجريبي يقوم أساسا على أسلوب التجربة العلمية التي تكشف عن العلاقات السببيّة بين المتغيّرات المختلفة التي تتفاعل مع الديناميّات أو القوى التي تحدث في الموقف التجريبي.

أهمية المنهج التجريبي في بحوث الخدمة الاجتماعية:

تكمن أهمية المنهج التجريبي لبحوث الخدمة الاجتماعية وذلك من خلال تحقيقه للأهداف التالية (أبو المعاطي، 2014، ص196):

1        يستفاد من التصميمات التجريبية في تقييم أثر الخدمات التي تقدمها مؤسسات الخدمة الاجتماعية في إطار البرامج الاجتماعية التي تنفذ لإشباع احتياجات أو مواجهة مشكلات العملاء المستفيدين من تلك المؤسسات.

2        يسهم استخدام المنهج التجريبي في تحديد تأثير مدى فاعلية النماذج العلمية التي يستخدمها الأخصائيون الاجتماعيون عند تخطيط وتنفيذ البرامج الاجتماعية في مجالات الممارسة المهنية وتمشيها مع متطلبات التدخل المهني تبعاً للموقف الإشكالي.

3        يساعد في اختبار الفروض التي تتعلق بمدى الملائمة بين الممارسة والواقع الاجتماعي الذي نعيشه.

4        يركز هدفه الأساسي في الكشف عن العلاقة السببية الدقيقة التي تحدث بين عناصر الظاهرة الواحدة أو الظواهر الاجتماعية المتداخلة معها.

خصائص المنهج التجريبي:

هناك ست خصائص يتميز بها المنهج التجريبي كما حددها (أبوعلام ، 2007، ص211):

1        التكافؤ الإحصائي بين أفراد المجموعات المختلفة وعادة ما يتم ذلك بالتعيين العشوائي للأفراد.

2        مقارنة مجموعتين أو أكثر من الأفراد.

3        لمعالجة المباشرة لمتغير مستقل واحد على الأقل.

4        ياس كل متغير تابع.

5        استخدام الإحصاء الاستدلالي.

6        تصميم يوفر أقصى ضبط ممكن للمتغيرات الخارجية (المتغيرات الدخيلة).

نواحي القوة والضعف في البحوث التجريبية:

البحث التجريبي أفضل الطرق على الإطلاق لتحديد العلاقة السببية بين متغيرين، ويرجع هذا إلى الضبط الكبير للمتغيرات الخارجية، وقوة معالجة المتغيرات المستقلة، إلا أن الضبط الدقيق الذي يميز البحث التجريبي الجيد قد يصبح نقطة ضعف في ميدان التربية. فالناس يستجيبون للظروف المصطنعة بشكل يختلف عن استجاباتهم في الظروف الطبيعية وإذا أُجرى البحث في ظروف مصطنعة (أي ظروف غير طبيعية، وليدة الشروط التجريبية البحتة) فإن تعميم النتائج (الصدق الخارجي) قد يتأثر تأثراً بالغا عند تعميمه على الظروف الطبيعية التي يعيش فيه الأفراد (McMillan, & Schumacher, 1984).

تعليقات

المشاركات الشائعة

تجارب دولية في التقويم التربوي

مقارنة بين المواثيق الأخلاقية للأخصائيين الاجتماعية الميثاق الاخلاقي الامريكي والميثاق الاخلاقي البحريني

المنهج التاريخي Historical Method

الخدمة الاجتماعية الاكلينيكية (الخطأ المهني - الوقت - اسلوب الحياة - التغيير والمقاومة - التعاقد والإنهاء)

منهج المسح الاجتماعي Social Survey Method:

منهج دراسة الحالة:Case Study Method

منهج تحليل المضمون Content Analysis

ممارسة العمل الاجتماعي المباشر