منذ ظهور
الخدمة الاجتماعية، حدثت تطورات كبيرة في عمل الأخصائي الاجتماعي، بحيث أصبح له
مهمة علاجية، بدأت الحكومات والمنظمات تهتم بالعلاج الإكلينيكي في مجال الخدمة
الاجتماعية.
تعد
الخدمة الاجتماعية مهنة حديثة نسبيا بالمقارنة بالمهنة الأخرى حيث نشأت في القرن
العشرين ونمت وتطورت في الولايات المتحدة الأمريكية ( على، 2010، ص 7)
يحتاج
المريض دوما إلى من يقف إلى جانبه، وحتى يحقق المريض الإفادة القصوى من جهود
الفريق الطبي، برزت الحاجة إلى جهود الخدمة الاجتماعية الطبيبة التي تعمل جنبا إلى
جنب مع الخدمات الاجتماعية الطبية، في المستشفيات أو العيادات الخارجية أو مراكز
التدريب والتأهيل وغيرها، كي يتماثل المريض للشفاء، ومن هنا برزت أهمية جهود
الخدمات الاجتماعية الطبية ودورها الهام والإنساني بصفة عامة (المليجي، 2006 ،
ص11)
إن
العلاج الإكلينيكي مع الجماعات مهمة ليست بالسهلة وبالتالي فإنها بحاجة إلى تتطلب مهارات
تساعد الاخصائي الاجتماعي الطبي في القيام بمهامه وتحقيق أفضل النتائج في العلاج
الإكلينيكي مع الجماعات.
يتناول
البحث الحالي متطلبات العلاج الإكلينيكي مع الجماعات، من خلال تناول المفاهيم
والمصطلحات الخاصة بالعلاج الإكلينيكي، وتناول التطور التاريخي للعلاج الإكلينيكي
وتطور الخدمة الاجتماعية الطبية، وخصائص العلاج الإكلينيكي، ومميزات العلاج
الجماعي للخدمات الاجتماعية الطبية، ومعوقات الخدمة الاجتماعية الطبية.
كلمة
إكلينيكي clinicalـ مشتقة
من اليونانية klinike وتستخدم في العلاج الطبي للإشارة إلى العلاج
السريري وتعني الملاحظة المباشرة للمريض، كما تعني الاهتمام المباشر بالناس ( البغدادلي،
1990، ص356)
العلاج لغة: اسم ، مصدر عالج، أسم لما يعالج به، والعلاج
الدواء، والعلاج مزاولة كل شيء ومعالجته ( الفراهيدي، ب. ت، ص229)
كما يعرف بأنه محاولة السيطرة على المريض والتخلص منه
وهو مرحلة تلي عملية تشخيص المرض، وتتم عبر إزالة جميع الأعراض والمسببات للمرض
والوصول لحالة الاتزان والاستقرار الوظيفي.)
ويرى الباحث أن مفهوم العلاج هو مجموعة من الإجراءات
والمواد والعمليات التي يقوم بها المعالج بغرض شفاء المريض وعودته إلى حالته
الطبيعية.
تعريف الإكلينيكي: تشير كلمة
اكلينيكي إلى معنى: بجوار سرير المريض، ثم امتد استخدامها إلى دراسة الفرد كفرد،
أي فحص وعلاج المريض على أساس أعراضه، وليس على أساس أن هذا المريض مثال لحالة من
الحالات التي تصفها المراجع ( سكر، ب . ت ، ص3)
مفهوم الخدمة الاجتماعية
الإكلينيكية:
يعد
مصطلح الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية من المصطلحات التي تحمل معاني معقدة
ومتشابكة، تتسم بالتناقض، فهو يفيد ضمنا – من منظور ضيق- الاهتمام بممارسة الصفوة،
فضلا عن الارتباط ببدايات التخصص في الخدمة الاجتماعية النفسية، ومن جانب آخر، فهو
مفهوم ذو معنى واسع يشمل معظم أشكال الممارسة المباشرة (Rosenblatt& Waldfogel, 1984,p7)
كما تعرف بأنها تتضمن مجموعة عريضة من الخدمات النفسية والاجتماعية تقدم للأفراد والأسر والجماعات الصغيرة لمواجهة مشكلات الحياة، تمارس في مؤسسات عامة أو عن طريق الممارسة الخاصة، وتهتم بتقدير التفاعل القائم بين الجوانب النفسية والبيولوجية والنفسية في الخبرة الاجتماعية في السياق الاجتماعي (البغدادلي، 1990، ص 356)
ومن
الواضح أن لا يوجد مفهوم واضح ومحدد للخدمة الاجتماعية الإكلينيكية.
ومن هنا
تجد الباحثة أن مصطلح الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية يشير إلى مجموعة من الجوانب هي:
-
الخدمات التي يقدمها الأخصائي الاجتماعي
للفرد أو الاسرة أو المجتمع
-
وظيفة يمارسها الفرد لتقديم العلاج لذوي
الاحتياجات الخاصة والمرضى
-
تمارس الخدمة الاجتماعية الطبية في المؤسسات
العامة والخاصة.
الأخصائي
الاجتماعي الطبي (الممارس الإكلينيكي):
يعرف بأنه" ذلك الشخص الذي يقوم بعملية
مساعدة المرضى على التكيف مع الحياة الاجتماعية سواء كان متخصصا أو معلما أعد لهذا
الغرض (الرشيدي، 2004، ص40)
هو شخص
مهني يعمل بصورة مباشرة مع العملاء في المستشفيات أو العيادات أو غيرها من
المؤسسات، حيث يقوم بدراسة المشكلة وتقدير موقف العميل وتشخيصه، ويسعى لتقديم
مساعدة مباشرة للعميل سواء كان فردا أو جماعة أو أسرة، وعادة ما تقدم تلك المساعدة
في مكتب الأخصائي ( Barker,
1987,p26)
وعليه فإن الممارس الإكلينيكي يتم إعداده ليمارس عمله في
العلاج الإكلينيكي، يحتاج إلى مهارات وقدرات خاصة حتى يكون ناجحا في عمله.
ووفق التعاريف السابقة فإن الأخصائي الاجتماعي الطبي
يقوم بمساعدة المرضى ودراسة حالاتهم وتشخيصها وتقديم المساعدة للمريض أو لأسرته.
المتطلبات
الرئيسية للممارس الإكلينيكي الجماعي:
يجب
أن يتصف المعالج الإكلينيكي بما يلي: (منظمة الصحة العالمية، 2016، ص12)
1-
الرغبة الكبيرة في مساعدة الآخرين للمحتاجين
للعلاج
2-
القدرة على التواصل مع الآخرين وفهم مشاعرهم
وإظهار الاحترام لهم لكي يكون قادرا على مساعدتهم
3-
المهارات التنظيمية بحيث بكون قادرا على
تنظيم عمله ومتابعته ومعرفة مراحل العملية
المتطلبات
الأخلاقية للعمل الإكلينيكي:
إن العمل في مجال العلاج الإكلينيكي يتطلب أخلاقيات
ومبادئ ينبغي أن تكون حاضرة في حياة الممارسين الإكلينيكيين، وقد وضع (ستور)
معايير أخلاقية يجب على الممارس الالتزام بها، كما أن جمعية علم النفس الأمريكية
نشرت ميثاق المعايير الأخلاقية، حيث اعتمدت في وضع المعايير الأخلاقية على
المشكلات والصعوبات التي تواجه الممارسين والقرارات الدقيقة، التي يشعر الفرد منهم
بالحيرة عند اتخاذها، ومن أهم المبادئ الأخلاقية التي ترتبط بميدان الممارسة
الإكلينيكية ما يلي: (إبراهيم، عسكر،2008، ص39-40)
المبدأ الأول: التمسك
بالمعايير الأخلاقية والقانونية:
على الممارس أن يظهر احتراما واضحا للأوضاع الاجتماعية
السائدة في مجتمعه، لأن عدم احترامه للقيم والمعايير الاجتماعية والقانونية
والأخلاقية القائمة، ربما يترك أثرا سيئا على مرضاه، وطلابه وزملائه.
المبدأ الثاني: التصريحات
العامة:
من خلال التحلي بالوعي الواضح بحدود المعرفة العلمية
المتاحة، والتواضع والحذر العلمي، خلال التصريحات التي تصدر من الممارس عند
الإدلاء بمعلومات معينة للجمهور.
المبدأ الثالث: السرية
حماية كل المعلومات التي يحصل عليها من مرضاه وعدم
إفشائها، مهما كانت المبررات.
المبدأ الرابع: الصالح
العام للعميل (أو الحالة) :
ينبغي للممارس أن يحترم تكامل الشخص أو الجماعة التي
يعمل معها ويدافع عن مصالحها.
المبدأ الخامس: الإعلان عن
الخدمات:
الممارس الإكلينيكي يلتزم بالمعايير المهنية، ولا يلتفت
للمعايير الدعائية أو التجارية أثناء قيامه بالتعريف بخدماته، فلا يستخدم الإعلان
للترويج لعمله، ولا يتحيز في اختياره للحالات التي تأتي.
المبدأ السادس: تفسير
الاختبارات والمقاييس:
الدرجات التي يحصل عليها الممارس باستخدام المقاييس النفسية
والاختبارات ينبغي عليه ألا يجعلها متاحة إلا للأشخاص المدربين على تفسيرها.
المبدأ السابع: الحيطة عند
ممارسة البحث العلمي:
على الممارس أن يتحمل مسئوليته كاملة في حماية الأشخاص الذين هم موضوع بحثه.
حجم الجماعة العلاجية:
يتوقف عدد أفراد الجماعة العلاجية على الاعتبارات
التالية منها (إبراهيم، عسكر،2008، ص327)
- حنكة المعالج
-
كفاءة المعالج في
قيادة الجماعة وخبرته، فكلما زادت خبرته واطمئنانه لمهارته وقدرته زاد حجم الجماعة
العلاجية، والعكس صحيح
وينصح أن يتراوح عدد أفراد الجماعة من 5: 6 أفراد بالنسبة للمعالج المستجد، فيما
قد يصل إلى عشرة أفراد للمعالج الخبير.
-
مدى تعقيد
الإجراءات العلاجية المستخدمة، فعند استخدام شكلا واحد للعلاج يمكن أن يصل حجم
الجماعة العلاجية بين 10: 12 شخصا، أما إذا كان الأمر يتطلب إجراءات خاصة بكل شخص
فالأفضل أن تكون الجماعة صغيرة
-
يتوقف حجم الجماعة
على عدد المعالجين، فكلما زاد عدد المعالجين قل عدد الجماعة.
ويرى الكثير من المختصين أن حجم الجماعة يتفاوت بين8: 10
أفراد. والمعالج هو القادر على تحديد حجم الجماعة وفق قدراته ومهاراته حتى لا يقع
في صعوبات أثناء العلاج الإكلينيكي، على أن لا تزيد عن عشرة أشخاص.
البغدادلي، محمد حسين،( 1990) الخدمات الاجتماعية الإكلينيكية- المفهوم
والتوجهات، مجلة جامعة الملك سعود، 2 (1): 353 – 379.
المليجي، عبد الهادي، (2006)، الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة الاجتماعية، ط1، الاسكندرية، مكتبة المعارف الحديثة.
الفراهيدي، الخليل بن احمد، ( 2003). كتاب العين، ج1 .تحقيق: مهدي المخزومي، إبراهيم
السامرائي، دار ومكتبة الهلال.
العياصرة، رفاح، ( 4يناير 2020) ، خصائص
الخدمة الاجتماعية الطبية. ]مقال[ .تم الاسترجاع من
موقع:
https://e3arabi.com
سكر، حيدر كريم، (ب. ت )، علم النفس الإكلينيكي،
محاضرة، كلية التربية، جامعة المستنصرية.
إبراهيم، عبد الستار، وعسكر، عبدالله، (2008)،
علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي، القاهرة، مكتبة الأنجلو
المصرية.
Barker, Robert L (n.d.). The Social Work Dicitionry ( NewYork:
National Association of Social.
تعليقات
إرسال تعليق